البهائيّون في قطر
"أنِ اهْتَمُّوا بِمَا يَحْتَاجُهُ عَصْرُكُمْ، وَتَدَاوَلُواْ مُرَكِّزِينَ أَفْكَارَكُمْ فِي مَتَطَلَّبَاتِهِ وَمُقْتَضَيَاتِهِ."
"الإنْسَانُ الْيَوْمَ هُوَ الَّذِي يَقُوْمُ عَلَى خِدْمَةِ مَنْ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا."
من الآثار البهائية
تعدّ العبادات جوهر الحياة الدّينيّة، ولكنها لا تنحصر في الجانب التّأمّليّ واللّفظيّ فحسب، بل تمتدّ لتشمل العمل الصّالح وخدمة المجتمع. إذ يُعدّ العمل الهادف لبناء حضارة مزدهرة قائمة على العدالة والمحبّة، وتحسين حياة الآخرين، شكلًا رفيعًا من أشكال العبادة، لأنّه يعكس إرادة الله في إعمار الأرض ونشر الخير بين النّاس.
"كن في النّعمة مُنفقًا، وفي فقدها شاكرًا، وفي الحقوق أمينًا … وفي الوعد وفيًّا، وفي الأمور منصفًا … وللمهموم فَرَجًا، وللظمآن بحرًا، وللمكروب ملجأً، وللمظلوم ناصرًا، … وللغريب وطنًا، وللمريض شفاءً، وللمستجير حصنًا، وللضّرير بصرًا، ولمن ضلّ صراطًا، ولوجه الصّدق جمالًا، ولهيكل الأمانة طرازًا، ولبيت الأخلاق عرشًا..."
اقتران العبادة بالخدمة
تصوّر لنا الكتابات البهائيّة الأسرةَ السّليمةَ قويّةَ الأركان، بأنّها تشكّل بيئة مفعمة بالمحبّة والعطاء والتّعاون والتّضامن. فالأسرة تُعتبر وحدة إنسانيّة هي جوهر المجتمع البشريّ، وهي حاضنةٌ تتشكّل فيها القيم الأخلاقيّة والقدرات الرّوحيّة والبشريّة. ففي جوّ الأسرة يجب أن يتربّى أفرادها وفقًا لأصول التّقديس والتّنزيه وأن يتلقّوا كلّ المناقب والفضائل ويمارسونها بالتّدريج. وفي ظلّ أسرة حاضنة كهذه ينمو استعداد أفرادها، ويمارسوا مبادئ المحبّة والاحترام وقيم الصّبر والتّحلّي بالعدل، وغيرها من المناقب الانسانيّة.
من خلال الأداء المتآلف للأسرة، وتقوية أواصر المحبّة التي تجمع أعضاءها والحفاظ عليها، تجسّد الأسرة دومًا حقيقة أنّ رفاه الفرد مرتبط ارتباطًا لا ينفصم عن تقدّم ورفاه الآخرين. إنّ دور الأسرة الأساسيّ هو تربية أطفالٍ يتحمّلون مسؤوليّة نموّهم الرّوحيّ والمساهمة في التّقدّم الحضاريّ.
أهمّيّة دور الأسرة في ارتقاء المجتمع
"لاحظوا كم تصبح الأمور سهلة وبسيطة عندما يسود الاتّحاد والاتّفاق في العائلة، وأيّ تقدّم تحقّقه، فتنتظم أمورها، وتنعم بالرّاحة والاطمئنان، وتشعر بالأمن والأمان، وتحفظ مقامها، وتصبح موضع غبطة العموم، وتعمل على زيادة ورفعة مكانتها وعزّتها الأبديّة يومًا بعد يوم." (مترجم)
تربية وتعليم الأبناء
يتحمّل الآباء والأمّهات المسؤوليّة الأولى تجاه تربية أطفالهم وعليهم أن يضعوا هذه الفريضة نصب أعينهم دومًا. إنّ نجاح الوالديْن في الإيفاء بهذه الواجبات الحيويّة سيقلّل من مخاطر وقوع أبنائهم فريسة للقوى الهدّامة الّتي هي سمة مميّزة لنظام اجتماعيّ آخذ بالانحطاط، وسيجنّبهم الحرمان من ألطاف الرحمن الشّافية.
إلّا أنّ تربية الأطفال ليست مهمّة مقتصرة على الوالدين فحسب، بل هي مسؤولية جماعية يشترك فيها المجتمع ككلّ. هذا لا يعني انتزاع دور الأسرة، بل يؤكّد على أهمّيّة تشارك الجهود بين الأسرة والمؤسّسات التّربويّة والمجتمع لتوفير بيئة تربويّة إيجابيّة. إنّ توفير التّربية المناسبة للأطفال هو أمر في غاية الأهمّيّة لتقدّم الجنس البشريّ، وإنّ لبّ كلّ أنواع التّعليم وأساسها الجوهريّ هو التّربية الرّوحانيّة والأخلاقيّة.
لهذا تولي المجتمعات البهائيّة حول العالم أهمّيّة كبرى لتوفير التّربية الرّوحانيّة لصغار السّنّ تهدف إلى بناء الشّخصيّة على أسس أخلاقيّة وروحيّة متينة، كما تولي اهتمامًا كبيرًا بتمكين الفئة العمريّة الّتي تسبق مرحلة البلوغ المباشر، وتحديدًا بين الثّانية عشر والخامسة عشر سنة، وتمكينهم فكريًّا وأخلاقيًّا وروحيًّا خلال فترة مهمّة من تكوّن شخصيّاتهم، وتعزيز مهاراتهم الاجتماعيّة وتنمية حسّ المسؤوليّة تجاه أنفسهم ومجتمعاتهم. ويتم التّشجيع على التّعاون الوثيق مع الآباء والأمّهات، بهدف تعزيز ما يتعلّمه الأطفال ضمن هذه البرامج. فالأسرة تساهم في ترسيخ المبادئ الأخلاقية المكتسبة، والمجتمع بأكمله يُعدّ حاضنة داعمة لنموّ الطّفل الرّوحيّ والأخلاقيّ.
"انظر إلى الإنسان فهو بمثابة معدن يحوي أحجارًا كريمة تخرج بالتّربية جواهره إلى عرصة الشّهود وينتفع به العالم الإنسانيّ." (مترجم)
"يجب أن تولوا مسألة الأخلاق أهمّيّة كبيرة. وعلى جميع الآباء والأمّهات أن ينصحوا أطفالهم على الدّوام ويرشدوهم إلى ما يؤدّي إلى العزّة الأبديّة." (مترجم)