البهائيّون في قطر
"دَعُوْا الرَّذَائِلَ وَخُذُوْا الفَضَائِلَ، كُوْنُوْا قُدْوَةً حَسَنَةً بَيْنَ النَّاسِ، وَصَحِيْفَةً يَتَذَكَّرُ بِهَا الأُنَاسُ."
"أنْتَ الَّذِيْ يَا إلٰهَ الأسْمَاءِ وَفَاطرَ السَّمَاءِ أوْدَعْتَ فِيْ كُلِّ شَيءٍ مِنَ الأشْيَاءِ آثَارَ صُنْعِكَ وَظُهُوْرَاتِ فَضْلكَ وَعِنَايَتِكَ وَشَهِدَ كُلُّ شَيءٍ بِلِسَانِ سِرِّهِ بوَحْدَانيَّتِكَ وفَرْدَانيَّتِكَ وَبِأنَّكَ أنْتَ الله لَا إلٰهَ إلَّا أنْتَ."
من الآثار البهائية
يقرّ البهائيّون بوحدانيّة الله، وبأنّه فردٌ واحدٌ لا شريك له في ملكه، وخالق كلّ الوجود، وبأنّه متعالٍ عن الإدراك البشريّ ولا يمكن أن يُحيط العقل البشريّ بكُنهه، لذلك فإنّ السّبيل لمعرفة الله وعبادته إنّما يتمّ عبر الرّسل الّذين يقدّمون تعاليم ترشد البشر إلى طريق الارتقاء الرّوحيّ. وعليه فالعبادة موجّهة لله فقط، من خلال الصّلاة والدّعاء والتّأمّل، والعمل بموجب التّعاليم الإلهيّة وسائر العبادات، وذلك بهدف تنقية النّفس وتقوية الصّلة الرّوحيّة، حيث إنّها وسيلة لتغذية الرّوح بالطّاقة الإلهيّة وتنمية الصّفات الحميدة. يشغل الدعاء والمناجاة حيّزَا هامًّا في حياة الفرد البهائي، ويُعتبر ضروريًّا لنموّه وتحوّله روحانيًّا ووسيلة أساسيّة لصقل الصّفات الرّوحيّة الّتي يجب أن تنعكس في حياته ومعاملاته وتفاعله مع الآخرين.
"فَيَليْقُ لِلْعَبْدِ الْدُّعَاءَ وَالاسْتِمْدَادَ مِنَ الله وَالْتَّضَرُّعَ وَالابْتِهَالِ إلَيْهِ. هَذَا شَأْنُ الْعُبُوْدِيَّةِ وَالْرَّبُّ يُقَدِّرُ مَا يَشَاءُ بِحِكْمَتِهِ الْبَالِغَةِ."
وحدانيّة اللّه وعبادته

"سُبحَانَ نفسُهُ مِنْ أن يوصَفَ بِوَصفٍ، وإنّه وَحدُهُ كانَ في علوِّ الإرتِفاعِ وسُمُوِّ الإمتِناع ولَن يَطِر إلى هَوَاءِ قُدسِ عِرفانِهِ أَطيارُ أفئدةِ العالَمْين."
"يا أهلَ العالم إنّكم أثمارُ شجرةٍ واحدةٍ وأوراقُ غصنٍ واحدٍ اسلُكوا مع بعضِكم بكلّ محبّة واتّحاد ومودّة واتّفاق." (مترجم)
الإيمان بوحدانيّة الله يدعو إلى وحدة العالم الإنسانيّ، حيث إنّ جميع البشر خُلقوا من نفس الخالق، وينتمون إلى عائلة إنسانيّة واحدة، وبالتّالي يجب أن يعامَلوا بالعدل والمحبّة. وقد خُلق الإنسان ليساهم في تحقيق وحدة العالم الانسانيّ كهدفٍ سامٍ يسعى إليه مساهمًا في إشراق الحضارة الإنسانية بقيم المحبّة والتّسامح والاحترام المتبادل ونبذ التّفرقة.
وتحقيق الوحدة يتطلّب نبذ التّعصّبات الهادمة للبنيان الإنسانيّ؛ وترسيخ العدالة الّتي تُعتبر حجر الزّاوية في بناء وحدة المجتمع؛ والعمل معًا كأعضاء جسد واحد لخدمة المجتمع بروح الصّدق والمحبّة والتّعاون.
"لاحظوا أزهار الحدائق على الرّغم من اختلاف أنواعها وتفاوت ألوانها واختلاف صورها وأشكالها ولكن لأنَّها تسقى من منبع واحد وتنتعش من هبوب ريح واحد وتترعرع من حرارة وضياء شمس واحدة فإنَّ هذا التنوع والاختلاف سبب لازدياد جلال وجمال أزهار الحدائق… أمّا إذا كانت أزهار ورياحين الحديقة وأثمارها وأوراقها وأغصانها من نوع ولون واحد ومن تركيب وترتيب واحد فلا معنى ولا حلاوة له، أمّا إذا اختلفت لوناً وورقاً وزهراً وثمراً، فإنَّ في ذلك زينة وروعة للحديقة وتكون في غاية اللطافة والجمال والأناقة. وكذلك الأمر بالنسبة لتفاوت وتنوع أفكار وأشكال وآراء وطبائع وأخلاق العالم الإنساني فإنْ جاءت في ظل قوة واحدة ونفوذ واحد فإنَّها ستبدو في غاية العظمة والجمال والسمو والكمال." (مترجم)
وحدة العالم الإنسانيّ
نبل الإنسان ومكارم الأخلاق
"هُوَ الَّذِيْ أظْهَرَ كُنُوْزَ المَعَانِي وَالبَيَانِ لِحِفْظِ الإنْسَانَ وَارْتِقَاءِ مَقَامِهِ فِيْ الإمْكَانِ."
الإنسان كائن نبيل يحمل في داخله إمكانات لا حصر لها. ونُبله يظهر في حرّيّته من قيود الأهواء المادّيّة، وفي قدرته على السّموّ الرّوحيّ والتّطوّر المستمرّ نحو المراتب العليا، والوصول إلى مستوى أكثر شفّافيّة في تجلّي الصّفات الإلهيّة في سلوكه اليوميّ كالرّحمة والعدل والحكمة، والعمل لأجل الآخرين بكل محبّة وتواضع.
يُعتبر الإنسان كائنًا ذو بعدين: البعد المادّيّ والبعد الرّوحيّ. إذ يُشجّع المؤمنون على تنمية كلّ منهما. فالكتابات البهائيّة تدعو إلى تعلّم العلوم والفنون، بالإضافة إلى السّعي نحو كسب الفضائل الإنسانية، مما يعكس توازنًا بين الارتقاء الفكريّ والنّموّ الرّوحيّ.
"ولقد خلق الله الإنسان شريفًا وفضّله على جميع الكائنات واختصّه بمواهب كلّيّة فأعطاه العقل وأعطاه الإدراك وأعطاه قوّة الحافظة وأعطاه قوّة التّخيل وأعطاه الحواس الخمس الظّاهريّة وأعطاه جميع هذه المواهب العظيمة وجعله مصدرًا للفضائل كي يسطع كالشّمس ويكون سببًا للحياة وسببًا للعمران." (مترجم)